حــــوار مـــع القمــــر

حـــــوار مع القمر

أيها القمر،،، قل لي ولو كذباً أنها تحبني ،،، صف لي كيف قالت لك أنها تشتاق ،،، وهدها الفراق ،،، وكيف أشعلت النجوم عشقاً ،،، وأنزلتك من السماء ،،، قل لي أنها قالت ذلك صدقاً ،،، واكذب علي بسخاء .

أيـــها القمر ..
لا تنظر إلي بهذه النظرة المشفقة،، فأنا كما عهدتني قوياً ، فقط أعاني من فرط الغرام،، وحمى الهيام،، وهجر المنام.

أيـــها القمر ..

لقد قالت إنها تعشقك فستسمع منك عندما تتكلم، قل لها أن صحراء روحي بحاجة إلى قطرة مطر يهطل من كلمة جميلة تقولها، أنا صديقك أيها القمر وواجبك أن تساعدني، أعرف أني وعدتك بأن أشفى منها وأن أتعقل ولكن صوت قلبي كان أكبر مني ومن وعدي لك.

أيـــها القمر ..
ماذا كانت تقول لك؟ أكانت تحدثك عني، أنطقت شفتاها باسمي أم أنها ندبت حظها العاثر أنه رماني حجر عثرة في طريق حياتها.

نعم يا صديقي جنون.. أصابني الجنون.. فلو أن الشوق الذي بداخلي هبط على جبل لأذابه، لا عليك مني حدثني هل تراها الآن؟ هل تراها وهي نائمة؟. لا تنظر إليها كثيرا دعها تنام ، بريئة كالأطفال ، أليس كذلك ، لو تدري ماذا فعلت بي ترى هل ستستطيع أن تنام بهذه العذوبة.

أيـــها القمر ..
اعرف أنه ليس ذنبها بل ذبي، ربما هي لا تنظر إلي إلا بعين الشفقة على المرضى، وقد قلتَ لي أن لا أحاول استعطافها ولا الضغط عليها كثيرا، ولكني لا أمتلك نفسي عندما أكون معها.
أتعرف أني أحسد الهواء الذي تستنشقه، والغبار الذي يتطاير من حولها فرحاً بوجودها، فيا ليتني كنت قطرة ماء اُحمل على أصابع من نور في الصباح لتغسل وجهاً أجمل منك فأمسح على عينيها وخدها الندي وأهبط على جيدها وأموت بين مسامات بشرتها، أو ليتني كنت هبتُ نسيم ترقص مع أطراف ثوبها طوال النهار وفي المساء عندما تنام أجثو عند قدميها مسلوبٌ بها أتفكر بجمالها وأراها وهي تفتح عينيها، أو ليتني كنت شعاع الشمس الذي ترسله الشمس في الصباح لها لاقتبال قبلتها الأولى عندما تصحو وتفتح بوابة عالم عينيها.

أيـــها القمر ..
أتعرف يا رفيقي أن الطبيعة جميلة لأنها تحاول أن تقلدها فهي التي علمت الطبيعة كيف تكون جميلة ومتى تكون قاسية، نعم، فعندما تبدأ هي يومها تبدأ الطبيعة بمراقبتها فترسل نور الشمس كي يراقب رقتها والهواء كي ينقل صوتها ويتغنى بجمال ضحكتها وتراب الأرض كي يدرس مشيتها والماء كي يتبرك بها وإلا ما روى أحدا.ربما أني فقدتُ صوابي وربما ما أقوله عين الصواب.

أيـــها القمر ..
ليتني كنت حجر عليك لكي أوهم نفسي عندما تتحدث إليك بأنها تحدثت إلي، ليتني كنت ضوء بين يديك لترسلني إلى عينيها عندما تنظر إليك وأعيش في عينيها إلى الأبد، أحسدك يا صديقي الوحيد فقد إعترفت بحبها وعشقها لك، ولن أكون وفياً وأقول لك أنها لك لأني أعرفك لن ترضى بأن أعيش مسلوب الفؤاد جسد كالبيت الخراب دون روح، ربما ستنعتني بالأناني مع أنك تعرف أني لست كذلك ولكني أفضل أن أكون أنانياً إذا كان الأمر يتعلق بها، وإذا عرفت أنك خنتني أعدك أني سأفني عمري كله في الدعاء عليك وعلى نورك أن ينطفئ.
سامحني يا صديقي الفريد فقد قسوت عليك وشككتُ بك وأنت الوحيد الذي أشكو إليه ويحنو علي.

أيـــها القمر ..
أعرف أني أطلتُ عليك وأن وقت رحيلك حان ولن أمنعك من الرحيل لأن قلبي يعرف أن كل من يحبهم سيرحلون عنه كأي محطة قطار لا يظل بها أحد إلى الأبد.

أرجوك يا صديقي أدعو لي بالشفاء وبأن تنظر لي بنظرة حب وتزيل عني الشقاء سأودعك الآن كما ودعتها،

أحبك أيها القمر وسأشتاق إليك فلا تنسني ..