ضبط عصابة تزييف عملات بوسائل مبتكرة في إب

شهدت محافظة إب الأسبوع المنصرم ضبط إحدى قضايا تزييف وترويج العملة الوطنية لاستعراض تفاصيلها وفق الوقت والزمان والجهود المبذولة من قبل أجهزة الأمن بالمحافظة صباح الاثنين الفائت، وأثناء ما كان أحد أفراد الشرطة العسكرية المكلفين بحراسة محطة شركة النفط النموذجية الكائنة في منطقة السحول يقوم بمهمته، إذ يلاحظ شخصاً يتواجد في المحطة، ويريد صرف مبلغ خمسمائة ريال يمني، فشك به وبتحركاته المريبة، فتم تعقبه ومراقبته عن قرب حتى حانت اللحظة المناسبة لضبطه وبحوزته الـ 500 ريال”ورقة واحدة”وقد تم فحصها، فاتضح مبدئياً أنها مزيفة.. فما كان من جندي الشرطة العسكرية إلا أن اصطحب الشخص إلى النقطة العسكرية “نقطة السحول” وقام بتسليم الشخص والعملة المضبوطة بحوزته لقائد النقطة الرائد/ ناجي حليف وقبل أن يتم تحرير محضر الضبط تم تفتيشه، وتم ضبط مبلغ 750 ريالاً مزيفة، ثلاث ورق أخرى مزيفة فئة(250) ريالاً يمنياً فتم تحريزها مع الورقة النقدية الأولى فئة (500) ريال يمني، وتحرير محضر ضبط بذلك وإبلاغ قائد فرع الشرطة العسكرية العقيد/هلال القلعي، الذي قام بعد ذلك بإبلاغ العميد/ ناصر عبد الله الطهيف مدير عام أمن المحافظة، حيث وجه الأخير بإرسال المتهم مع العملة المزيفة إلى إدارة البحث الجنائي، لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال ذلك.
عصر نفس اليوم كانت هناك مفاجأة من العيار الثقيل فجرتها إدارة البحث الجنائي ممثلة بالعقيد/ أنور عبد الحميد حاتم، مدير البحث مع أول إجراء تم اتخاذه اتضح أن الشخص المرسل من الشرطة العسكرية هو أخو المتهم الأول والرئيسي في التزييف والتزوير “صاحب الغرفة” المضبوط بداخلها أدوات التزوير سالفة الذكر.. مما يؤكد وجود ارتباط بين القضيتين، لتصبح قضية واحدة لاسيما وأن المتهم “ن” المرسل من فرع الشرطة، أفاد بالمحضر بأن مصدر الورقة المزيفة فئة “500” ريال المضبوطة بحوزته، هو أنه أخذها من غرفة أخيه أثناء غيابه ولتأكيد الترابط الوثيق بين الحالتين هو إثبات المقدم محمد سيف حجر إلى أن رقم الورقة النقدية المضبوطة بداخل آلة التصوير “الاسكانر” والأوراق المطبوع فيها الوجه الأمامي للعملة نفسها “عدد ست ورق”.
وبناء على ماسبق اتضح أن المتهم “ع” هو صاحب الفكرة “فكرة التزييف والتزوير” فقد اعترف بقيامه بشراء الطابعة بمبلغ ثلاثين ألف ريال، وشراء بقية الأدوات الأخرى المضبوطة في غرفته وحاول طبع عدة أوراق نقدية فئة 500 ريال يمني إحداهن تم أخذها من قبل أخيه “ن” الذي ضبطت بحوزته فيما بعد.. وأفاد أنه رسام يجيد فن الرسم، وقد قام برسم العديد من اللوحات، وحصل مقابلها على مبالغ مالية من شخصيات اجتماعية بمحافظة تعز.
المتهم “ع” أكد أن محاولته تلك باتت بالفشل ولم ينجح في تنفيذ العملية بالشكل المطلوب، نتيجة بعض العوائق التي واجهته، أهمها أن الطابعة تطبع وجهاً واحداً فقط، بحسب قوله، وذكر في أقواله كيفية وطريقة القيام بتزييف العملة التي اتبعها هو نفسه بتزوير تلك الأوراق النقدية وهي فئة “500” ريال وفئة “250” ريالاً مؤكداً أنه لم يقم بترويج أية مبالغ مزيفة أخرى.
"الجنائي" عبر المقدم عادل محمد الخطيب رئيس قسم التحريات وجمع الاستدلال الذي تمكن من تحديد مكان طبع العملة المزيفة في إحدى الغرف الواقعة بداخل إحدى البنايات بمدينة إب، وقيامه بعد ذلك بضبط أدوات التزييف والترويج، وكانت عبارة عن آلة تصوير طابعة اسكانر رقم “mp00” نوع كانون آلة قص أوراق لواصق فضية ومجموعة أوراق ملونة وطوب بياض ومساطر قياس وعلب ألوان وعلبة مكياج بعدة ألوان وست أوراق مطبوع عليها “وجه واحد” شكل الورقة النقدية فئة خمسمائة ريال يمني تحمل جميعها رقماً واحداً هو ذات الرقم الموجود على الورقة النقدية الصحيحة التي كانت بداخل الآلة: جاهزة للطبع، وورقة ممزقة شكل ورقة فئة “1000” ريال يمني وتم على ضوئة تحرير محضر ضبط بحضور المتهمان “ع ـ م ـ ص” ، “أ ـ ع ـ ع” والغرفة تابعة للمتهم الأول “ع ـ م “ ص” وحرر بحضور شاهدين، عقب ذلك تم إيصالهما مع المضبوطات إلى إدارة البحث الجنائي بالمحافظة حيث تم تحريرها وحجر المتهمات رهن التحري على ذمة القضية.
قبل أن يتم إرسال المتهم المضبوط في الشرطة العسكرية كان العقيد/ أنور عبدالحميد حاتم مدير البحث الجنائي قد كلف رئيس قسم مكافحة الجرائم الواقعة على الأموال العامة المقدم /محمد سيف بمباشرة اتخاذ الإجراءات بالقضية وهو ما تم بالفعل.. وفي اليوم التالي أرسل المتهم واستلمته إدارة البحث مع العملة المضبوطة “المزيفة” والأوليات المأخوذة من قبل العقيد محمد محمد الشامي مدير المباحث العسكرية بفرع الشرطة ليتم إحالة ذلك إلى قسم الأموال العامة بالبحث الجنائي.. باستثناء ما تم ضبطه بحوزة أخيه من مبالغ مزورة ورقة واحدة فئة “500” ريال يمني، وثلاث أورق نقدية فئة “250” ريالاً يمنياً..
أما المتهم “ن” أخو المتهم الأول كان في بداية الأمر وتحديداً قبل معرفته أن أخاه قد تم ضبطه مع أدوات التزوير مصراً ومنكراً على عدم معرفته بمصدر تلك الأوراق النقدية المزيفة المضبوطة بحوزته.
بالنسبة للمتهم الثالث فلم يتضح حتى اللحظة أية علاقة له بالمتهمين وأدوات التزوير والتزييف المتهم فيها الأخوين، وهذا مايؤكد وبأدلة قاطعة علاقتهما بذلك، وإن كان المتهم “ن” يحاول إخراج نفسه والإصرار على عدم معرفته بأن الأوراق النقدية المزيفة أنها مزيفة، وكذا لا يعلم بنشاط أخيه في التزوير، وإن كان صحيحاً ألم يلاحظ وجود الآلة والطابعة بغرفة أخيه وقد سأل أخاه عن سبب شرائه لهما ووجودها في غرفته، وهو أصلاً لا يملك جهاز كمبيوتر، وهل يعقل أن تجتمع أربع أوراق نقدية في جيبه، ولا يعلم أنها مزيفة فشخص جامعي لا يدري بكل ذلك؟ شيء غير معقول.
العميد/ناصر عبدالله الطهيف ـ مدير عام أمن المحافظة أشاد بجهود رجال البحث الجنائي في ضبطهم للمتهم الأساسي في التزييف مع أدوات التزوير، والشيء ذاته لرجال الشرطة العسكرية في ضبطهم للمتهم الآخر.
وقد قامت إدارة البحث الجنائي بإحالة القضية مع الأوليات والمتهمين والمضبوطات إلى نيابة البحث والأمن واستلم ذلك وكيل النيابة الأستاذ/عدنان العزعزي تمهيداً لإحالتها إلى نيابة الأموال العامة.